البروكارالدمشقي
البروكارهو : عبارة عن نسيح من الحرير الطبيعي ناعم الملمس يصعب نسجه على الأنوال الالية يدخل في نسجه خيوط من الذهب أو الفضة على شكل رسوم أو طقوس احتفالات أو غيرها . للبروكار استخدامات متعددة تتضمن الألبسة النسائية وبعض الألبسة الرجالية مثل ربطات العنق أولفة الخصر في اللباس التقليدي كما يستخدم للتزيين الداخلي في البيوت مثل أغطية الأثاث والستائر .
تشتهر به مدينة دمشق منذ أكثر من خمسة قرون ويعمل به الرجال ، ويتم جلب الحرير من منطقة الدريكيش ومن قرى الساحل السوري .
يوجد للبروكار نقوشاً عديدة ويكون في القطعة الواحدة من لونين الى سبعة ألوان . تسمى النقوش بأسماء مختلفة منها : اللوزة ، البندقة، بندقة بنقطة ، بخارى ، الحيات ، الراقصات، البوب ، خيط عربي، وياسمينة . تتميز ألوان البروكار بأنها غير قابلة للتغيير أو التحديث فهي نفس الألوان منذ خمسة قرون وحتى الان . يترواح عرض القماش بين 87- 90 سم و البروكار غير قابل للغسيل.
تاتي أغلب الخيوط الحريرية من معمل في منطقة الدريكيش وتُصبغ حسب الألوان المطلوبة ثم يتم ارسالها الى (المسدّي) الذي يقوم بعمل خيوط الطول (السدي) ، ولكل نقشة تعداد معين من السدي تبدأ بـ (4000 خيط ) ويمكن أن تصل الى (10000 خيط) ، وتكون خيوط السدي متراصة شديدة الالتصاق ببعضها .
بعد أن ينتهي المسدي من رصف خيوط الحرير بشكل طولي تُعد المكوكات حسب عدد الألوان في النقشة و يقوم صانع بحياكة الألوان على خيوط الحرير التي قام المسدي بوضعها سابقا.
كانت الرسوم تنفذ على القماش بالابرة باسلوب الغل ، ثم تم التحول الى اسلوب بطاقات الجاكار ، وهي عملية معقدة ودقيقة حيث يتم رسم الشكل على ورق ملمتري تعرض 5 سم في حالة كان النول على 400 سنارة أو يكون الرسم على ورق ملمتري تعرص 20 سم في حالة كان النسيج على نول 1400 سنارة .يتم تطبيق الرسم على الواح كرتونية مثقبة او مايسمى الجاكار حسب الشكل المطلوب ، تكون هذه الالواح في أعلى النول وتكون متحركة وهذه الحركة مرتبطة بسنانير الرسم . والمهم هو معرفة عدد الثقوب التي تشغل كل سنتمتر من الرسم ، أما المكوك الخاص بالرسم فان مروره يرفع سنانير بعدد الثقوب ، وهكذا حتى يتم الشكل المرسوم .
يحتاج الصانع الماهر أن يجلس وراء النول لمدة لا تقل عن عشرة ساعات متواصلة ليتمكن من نسج متراً واحداً فقط ، وهذا ما يعطي للبروكار قيمته الكبيرة كونه منتج يدوي فاخربأيدي ماهرة .
تعتبر صناعة البروكار من الصناعات التراثية القديمة والمستمرة الى وقتنا الحاضر حيث تنتقل من الاباء الى الابناء .ومن الضروري الحفاظ على هذه الصناعة الفاخرة وتأمين كافة المستلزمات الضرورية لاستمرايتها وخاصةً المواد الاولية (الحرير الطبيعي ) بالاضافة الى نقل المعرفة بهذه الصناعة والتدريب علىها واتقانها خصوصا في ظل تناقص أعداد العاملين فيها.
المصدر:
الامانة السورية للتنمية . التراث الثقافي اللامادي السوري .- دمشق : دار البعث ،2014 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق